الخميس، 26 أكتوبر 2017

حقيقة الصحوة للشيخ علي الفيفي


📍# حقيقة الصحوة! 📍


للشيخ | علي الفيفي |

لا يعرف ما هي الصحوة،من يزعم أنها انتهت، وأنها حِقبة غربت شمسها..
الصحوة ليست الشريط الإسلامي،ولا المطوية، ولا الكتيّب..

#حول_الصحوة


الصحوة ليست محاضرات سلمان العودة، ولا دروس سفر الحوالي، ولا خطب عائض القرني، ولا أشرطة ناصر العمر، ولا قصائد العشماوي..

#حول_الصحوة


الصحوة ليست أجواء حرب صدّام، ولا حماس الجهاد الأفغاني، ولا حتى انتفاضة أطفال الحجارة..
الصحوة شيء أعم .. وأعمق .. وأهم .. وأخطر

#حول_الصحوة


هي أمواج عودة للإسلام صاخبة بدأت بعد الإجهاز ع الدولة العثمانيّة .. ثم مازالت تتنامى وتقترب من الكمال .. وتمر من طور إلى آخر ..

#حول_الصحوة


إذا رأيت ملايين المعتمرين سنويّا، وأعداد المصلين للتراويح، وحشود الحجيج، ومخرجات جمعيات التحفيظ علمت أن صحوة اليوم أضخم وأعظم!

#حول_الصحوة



إذا سخر زنديق بالشرع في تغريدة، فهب عشرات الآلاف يُبَكّتونه، ويزجرونه بمقالات ومقاطع وتغريدات تيقنت أن الصحوة اليوم أقوى هديرا

#حول_الصحوة


الصحوة ليست حركات جهادية،ولا أحزاب سياسية،ولا حناجر ثورية تسقط بسقوطها:الصحوة هي إيمان يتسلل إلى قلوب الملايين يقول:نريد الإسلام
#حول_الصحوة


مرّ على المسلمين قبل 70 سنة عهود ظلام!
الصلاة عيب..
الحجاب عادة لا أكثر..
العمرة ممارسة يقوم بها كبار السن..

الآن:بات الدين قضيّة كل مسلم..


1390 هـ تقريبا :
يصلي التراويح في الحرم 4 صفوف فقط .. يسمعون الإمام بلا مايكرفون! 
والآن التوسعات المتوالية لم تستوعب المصلين..

#حول_الصحوة


قبل خمسين سنة: 
الجماهير تتابع:عبدالحليم وفريد وأم كلثوم

الآن الجماهير تتابع:العريفي وتهتم بأخبار القرني وتشاهد سنابات العودة

#حول_الصحوة


قبل 10 سنوات يتفنن ابن بخيت وقينان وآل الشيخ والمحمود في وضع مساحيقهم الفكرية ..
والآن ينفضحون في كل يوم مرّة أو مرتين..

#حول_الصحوة


حاربت الصحوة قبل 30 سنة الحداثة وأجهزت عليها في صمت
بينما حاربت اليوم الليبرالية فبات الأطفال يمقتونها والشيبان يلعنونها ويلعنون أمريكا معها


الذي حدث هو انتقال الصحوة من المسجد، وخروجها إلى فضاء الإنترنت ..
نعم خسرت شيئا من السكينة والتخشّع
ولكن كسبت التمدد والانتشار

#حول_الصحوة


كان يحضر للعودة في الجامع 10 آلاف ..
الآن يقرأ تغريدته في تويتر 10 ملايين ..
ويقولون ماتت !!
#حول_الصحوة


قبل ربع قرن:
شيخ يتحدث .. وآلاف صامتة ..
الآن:
شيخ يكتب .. وآلاف: ترتوت، وتصمم، وتمنتج، وتنكر، وتحتسب، وتهشتق ..
ويقولون ماتت! 

#حول_الصحوة


-تبزغ ظاهرة الإلحاد، فتتصدى لها عشرات الكتب في عامين!
وتنتشر عشرات المقاطع .. والدورات.. والبرامج

كيف ماتت؟ بل تزدهر باندفاع..

#حول_الصحوة


مقالات بندر الشويقي تكتسح ..
وكتابات إبراهيم السكران تنشر الوعي ..
وكتب عبدالله العجيري تشعل الحراك ..

والناس يقرؤون بشغف ..

#حول_الصحوة



.الصحوة لم تمت..
ولن تموت..لأنها قدر الله..
سفينة نوح التي تمخر عباب مادية الحياة
فإما أن تركب
وإلا فابحث عن جبل يعصمك
وستغرق!

#حول_الصحوة



هناك عملاق أسقط إمبراطورية الفرس ..
وهزّ إمبراطورية الروم
وحكم العالم بعدل ونزاهة
نام لمدة قرنين !
ظنوه مات!
ولكنه استيقظ فجأة
هذه هي الصحوة


في حزيران 67 كان التكبير من المحرمات على أفراد الجيش ..
وكانت صور عبدالحليم وأسمهان في جيوب الجنود من المحمسات..
ثم كانت النكسة

#حول_الصحوة



في أكتوبر 73 صار المصحف في جيوب الجنود .. 
والتكبير نشيدهم ..
والصلاة زادهم ..
فهزموا إسرائيل ..
وانسحق الجيش الذي لا يُقهر

#حول_الصحوة


أيقن الناس أن النصر لا ينبثق من حفلات أم كلثوم..بل من أروقة الأزهر..وخطب عبد الحميد كشك..ومن سورة الأنفال .. ومن:حي على الصلاة

#حول_الصحوة



أحرقت الصحوة صور كارل ماركس ..ولينين .. واستالين .. وعبدالناصر..
ووضعت بدلها صور :عمر .. وأبو عبيدة ..وطلحة .. وسعد .. وخالد ..

#حول_الصحوة



سخرت الصحوة بنظريات السخف التي أتى بها: داروِن ، وفرويد ، وماركس ..
وأتت بنظرية :
مسلمون مسلمون مسلمون
حيث كان الحق والعدل نكون

#حول_الصحوة


وبعد أن تلطّخ المسلم بأوضار الانحطاط ..
قرر أن يتوضّأ
أن يبحث عن المئذنة
أن يغسل روحه بالوحي
أن يردد : إياك نعبد وإياك نستعين

#حول_الصحوة


عرضت صورة حاكم عربي شهير على ثلاثين شابا وسألتهم: من يعرفه؟
فرفع ثلاثة أيديهم
ثم عرضت صورة أحد المشايخ .. فارتفعت جميع الأيدي! 

#حول_الصحوة


أقلام : 
فريدمان ولاكروا والنقيدان والدخيل والذايدي وابن بجاد والمحمود وآل الشيخ… الخ تهجو وتشوّه الصحوي.. ومازال صامدا ثابتا..

#حول_الصحوة


الصحوي هو: 
أنا وأنت وأبي وأبوك وشيبان المسجد وعلماء الأمة وشباب الفجر وطلاب التحفيظ وشباب الأمة المتوضئين..

من ربط الصحوة بالإرهاب مخادع!


الصحوة ليست لحية ولا رأيا ولا مذهبا..
الصحوة هي الإسلام..والغيرة على الدين..والتمسك بقيمه

أخي الذي ابتسمت هذا اللحظة:أنت صحوي!

#حول_الصحوة


ثلاثون تغريدة عن الصحوة ..


#حول_الصحوة


الشيخ / علي الفيفي

الجمعة، 2 يونيو 2017

خسائر الأوهام

خسائر الأوهام


الحمد لله وبعد،،
من المشاهد المتكررة في نهار رمضان أن ترى الرجل يسير في الشارع، أو واقفاً بسيارته عند إشارة مرور، وتراه قد لف لثامه على وجهه، وانقبضت حواجبه، مع قابلية سريعة للانفعال، واضمحلال طاقة تحمل الحوار والأخذ والرد .. فإذا رأيت هذا المشهد المتكرر في نهار رمضان يستحوذ عليك التساؤل والاستغراب ما مبرر كل هذا اللوحة الحزينة يا ترى؟ لماذا يختار بعض الناس أن يبدو مظهره بهذا الشكل المفجع في نهار رمضان؟
هل هذا الشخص واقع فعلاً تحت حالة إعياء وإرهاق حاد أفقدته حيوية الشخص الطبيعي؟ 

الحقيقة أن كل القصة أن بعض الصائمين يعيش تحت سيطرة وهمٍ نفسي أنه غير قادر على التعامل الطبيعي بسبب إجهاد وعنت يستولي عليه، بل ربما تنفس بزفير الكلال واللغب، ومشى متهالكاً متطرّحاً كأنما يجر قيوداً خلفه، وإذا أراد أن يجلس ألقى نفسه كالذي خذلته مفاصله محلول العرى!

نعم، قد يعتري الصائم شيءٌ من الإرهاق، ولكنك قد تجد هذا الشخص نفسه يصيبه في غير رمضان إرهاق أكثر ومع ذلك لا يمشي بهذا المظهر الجنائزي الذي تراه به في نهار رمضان، وهذا يؤكد أن جزءاً كبيراً من هذا المشهد ليس ناتجاً عن إعياء حقيقي، بقدر ما هو ناتج عن حالة نفسية يوهم المرء فيها ذاته أنه في حالة تستدعي أن يكون بهذا الشكل.

حسناً .. ربما تساءل متساءل فقال وما الإشكال في هذا المشهد الملثم المكفهر؟ الحقيقة أن هذا الشخص أضاع على نفسه أبواباً من الأرباح والثواب عند الله، ففات عليه الفرح بالصوم، والابتهاج بالتعبد لله بالإمساك عن المفطرات تسليماً لله سبحانه، وامتلاء القلب حمداً لله أن بلّغه الصيام والإمساك عن المفطرات.

والفرح بالعبادة والابتهاج بها من كمالاتها ومقاماتها العظيمة، ألا ترى الله تعالى قال عن القرآن (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ** قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)[يونس: 57-58].

فتدبر الأمر والتوجيه في قول الله (فبذلك فليفرحوا) .. فالله يريد منا أن نفرح بالقرآن، ومضامين القرآن..

ولما تداول بعض أهل العلم الحديث عن أقرب طرق الإيمان وأجل أعمال القلوب التي تقود إلى الله ذكر ابن القيم أن طريقة شيخه في حياته هي هذا الطريق ذاته! كما يقول ابن القيم:
(ورأيت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- في المنام، وكأني ذكرت له شيئا من أعمال القلب، وأخذت في تعظيمه ومنفعته، لا أذكره الآن، فقال: "أما أنا فطريقتي الفرح بالله، والسرور به" أو نحو هذا من العبارة، وهكذا كانت حاله في الحياة، يبدو ذلك على ظاهره، وينادي به عليه حاله)[مدارج السالكين: 2/174].

وبكل صراحة .. فإنني حين قرأت هذا الكلام لابن القيم تحلقت حولي الدهشة حتى ألجمتني فما أطقت الحديث، فلست أدري أأتعجب من الأحوال الإيمانية لابن تيمية تغمده الله برضوانه؟! أم أتعجب من رؤيا ابن القيم التي تغوص في أدق مسائل أعمال القلوب؟!
إنه ليس الفرق في الفراش والوسادة .. ولكنه الفرق في القلوب التي تنام على هذه الهموم المرفرفة في ملكوت الإيمان.

والفرح بالله، وبأعمال الإيمان التي تقرب إلى الله؛ جاءت الإشارة إليه في آيات متعددة بلفظ الفرح، وبلفظ الاستبشار، وغيره، ولذلك قال ابن القيم (فالفرح بالله، وبرسوله، وبالإيمان، وبالسنة، وبالعلم، وبالقرآن؛ من أعلى مقامات العارفين)[مدارج السالكين:3/150]

والمراد هاهنا أن هذا الصائم المكفهر الذي غطى نصف وجهه الأدنى بعمامته، ونصف وجهه الأعلى بحواجبه؛ أنه أضاع على نفسه عبودية الفرح بالله.

وفوّت على نفسه أيضاً عبادة جليلة وهي عبادة (التبسم وطلاقة المحيا)، فهي صدقة من الصدقات، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)[مسلم:2626].
وفي السنن عن أبي ذر (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) [الترمذي: 1956] وصححه غير واحد من أهل العلم.
وفي البخاري عن جرير قال (ما رآني النبي –صلى الله عليه وسلم- إلا تبسم في وجهي)[البخاري:3035].

فإذا وضع الصائم في ذهنه هذا المعطى الشرعي، وهو أن الصيام عبادة تدخل السرور والبهجة على الصائم، وليست مبرراً أصلاً لإغلاق منافذ التواصل مع العالم الخارجي بهذا اللثام والاكفهرار، اختلف تعامله كلياً مع هذه الشعيرة، وهذا الركن العظيم من أركان الإسلام.

ما سبق هو محاولة لمناقشة وتحليل مظهر من مظاهر بعض الأوهام النفسية، وكيف تفوت بسببها الأجور العظيمة من الله سبحانه.

لا بأس، دعنا نواصل بعض مظاهر الأوهام النفسية الأخرى في الداخل الرمضاني:

فمن ذلك -أيضاً- أنك تجد كثيراً من الناس يسمع ويستحضر فضل تلاوة القرآن في رمضان، فتجده منهمكاً في العزم والتخطيط على الاستكثار من الختمات، بل ربما صعد أيضاً درجة إلى عقد الهمة على التدبر، بل ربما صعد أيضاً أكثر وأكثر ووضع لنفسه برنامجاً في دراسة تفسير لكتاب الله، ولكن تلاحظ أنه في كل هذه الهموم إنما يفكر بنفسه! أما أهله من حوله فهو يترقب منهم ويتطلب ألوان الطبخات والفطائر والمقليات على مائدة الإفطار، بل إذا تقلصت بعض الأصناف التي يحبها على الإفطار ندّت من لسانه عبارات العتب واللوم والتأفف.

يا لله العجب .. هذا الشخص المهموم بتلاوة القرآن يغفل عن حث أهله على تلاوة القرآن، بل يشغلهم بالطبخ يتقافزون بين القدور والمعجنات!

لماذا؟ لأن هذا الشخص نفسه يتوهم أن الخطاب الشرعي بتلاوة القرآن في رمضان خطاب فردي، يسمع هذه الفضائل الشرعية وهو يفكر بنفسه فقط، ولو استحضر هذا الشخص أنه إذا حث أهله وساعدهم على تلاوة القرآن فكل حرف من تلاوتهم يكتب له مثل أجره، لاختلف تعامله كلياً، كما قال صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً)[مسلم:2674].

ولذلك فإن هذا المعنى الحاضر عند أهل العلم، وهو قاعدة "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه" هو الذي عللوا به منع إهداء ثواب القربات كالصدقة والأضحية للنبي صلى الله عليه وسلم، مع أنه يجوز إهداء ثواب القربات لغير النبي صلى الله عليه وسلم، والسبب في هذا المنع أن أعمال أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلها إنما يكتب لنبينا مثل أجورهم أصلاً، سواءً أهدوا ثوابها له أم لا، لأنه -صلى الله عليه وسلم- هو الذي دعانا إلى هذا الهدى، وللإمام ابن تيمية رسالة مستقلة في هذه المسألة، وهي منع إهداء الثواب للنبي صلى لله عليه وسلم نبّه فيه على مثل هذا التعليل.

والمراد أن المسلم ينبغي أن يعمل ذكاءه ويقظته في استثمار أبواب الأجور والثواب، فإذا ساعد أهله بالتخفف من المأكولات الرمضانية وحظوظ النفس، وهيج نفوسهم للتغني بالقرآن، ربما كتب له من ثواب تلاوتهم أكثر من ثواب تلاوته نفسه!

ومن الأوهام النفسية –أيضاً- في الداخل الرمضاني التي تتسبب في خسارة الثواب من الله:

أنك تجد طيفاً واسعا من طلاب العلم يستحضرون ويتناقلون بينهم ما ذكره الإمام ابن رجب عن بعض السلف أنهم كانوا يتركون مجالس العلم في رمضان ويستكثرون من تلاوة القرآن، كنقله عن الزهري أنه (إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام) ونقله عن مالك أنه (إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف)[ابن رجب، لطائف المعارف، دار ابن كثير، تحقيق السواس، ص318].

والذي يظهر –والله أعلم- أن هذه الآثار لم تكن مشهورة بين أهل العلم، وأن أول من أشهرها هو ابن رجب في كتابه المشار إليه، وبواسطته راجت بين المعاصرين في كتبهم عن مجالس شهر رمضان ونحوها.

المهم هاهنا، أن كثيراً من طلبة العلم استقر في أذهانهم أن رمضان ليس وقتاً للعلم، وإنما هو وقت تلاوة القرآن فقط، وليس هاهنا إشكال، وإنما الإشكال أن الكثير يعجز عن أن يعمر يومه بالقرآن، فلا يقرأ إلا بعد صلاتي الظهر والعصر، ساعة أو ساعتين، فيبقى محتاراً أمام بقية اليوم، فالمستقر في وعيه أنه من المعيب أن يشتغل بالعلم في رمضان، فيتسرب وقته تدريجياً إلى الاضطجاع وتنويع حالات الاستلقاء على الأسرة والأرائك، ويتسلل شيئاً فشيئاً إلى برامج التواصل الاجتماعي وفضول تصفح الانترنت، أو أحاديث إزجاء الفراغ التي أحسن أحوالها الإباحة.

فتأمل كيف عجز عن الفاضل الذي هو تلاوة القرآن عامة اليوم، فلم ينتقل لما يليه في الفضل وهو العلم، بل انتقل للترهات والفضول! فيا لصنائع الأوهام النفسية!

وهذا يعني أن هذه الفرضية المشتهرة اليوم وهي أن رمضان ليس وقتاً للعلم أنها فرضية خاطئة بهذا الإطلاق، فالعلم من أجل الأعمال الصالحة التي يحبها الله، فإذا انتهى ورد المسلم من القرآن في شهر رمضان، ولم يستطع أن يقرأ أكثر من ذلك، فليشغل وقته بالعلم فهذا خير من ضياعه في الفضول، وأي شيء أعظم من أن ينتهي المسلم من ورده من القرآن في رمضان، فينشر صحيح البخاري بين يديه، ويقرأ أحاديث سيدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ويتأمل حياته ويومه وزهده ووصاياه وسمو نفسه فيتزكى بتلك الأحوال النبوية؟! أو يراجع محفوظاته من العلم حتى لا ينساها بتركها شهراً كاملاً دون مراجعة، أو يفقه أهله وجماعة مسجده في أحكام الصيام والتراويح والزكاة وزكاة الفطر لمناسبة الزمان، ونحو ذلك.

ومن مشاهد الأوهام النفسية في الداخل الرمضاني أيضاً، أنك تجد بعض المصلين يحرص أن يتدبر ما يقرأ الإمام من القرآن في صلاة التراويح، لكنه إذا جاء الإمام للشفع وقرأ سورة الأعلى والكافرون، توقف عن التدبر، وشعر أن هذه كالفاصل الروتيني وليست موطناً أعظم للتدبر!

والواقع أن هذه الحالة تتعلق بأصل أعم، وهي غفلة بعض المصلين عن إيلاء السور التي شرع تكرارها المزيد من التدبر، كسورة الفاتحة والأعلى والكافرون والإخلاص والسجدة والإنسان الخ، فهذه السور التي شرع الشارع تكرارها في صلوات معينة يعني أن فيها قدراً زائداً من الأهمية للمسلم، لا أنها مجرد فواصل فقط!

فأين من يعيش مثل هذا المعنى ويمتلئ قلبه أن أجل ما تدبره في صلاة التراويح هو سورة الفاتحة التي هي أعظم ما تكلم به ملك الملوك سبحانه؟!

ومن الأوهام النفسية في الداخل الرمضاني أن بعض الناس وهو يسمع المواعظ عن فضل تلاوة القرآن في رمضان لا يخطر بباله إلا أن تلاوة القرآن في رمضان في النهار وهو صائم، ويستغرب جداً أن تكون التلاوة المقصودة في ليل رمضان وهو مفطر! وهذا الوهم سبق أن كتبت فيه مقالة مستقلة بعنوان (هل تلاوة القرآن مخصوصة بنهار رمضان؟) وهي منشورة على الشبكة .

والله أعلم، وصلى الله وسلم على سيدي رسول الله وآله وصحبه.


إبراهيم بن عمر السكران
أبو عمر
رمضان 1434هـ


 

الأربعاء، 19 أبريل 2017

بوصلة الإصلاح في خطر



هناك اشكالية كبرى يعيشها الانسان في جميع انحاء هذا الكوكب المسكين ، اشكالية القاء اللوم علي الآخرين ، وربما نظن ان هذه المسألة عابرة وغير مؤثرة ولا تحتاج الا شخصا لا يريد ان يظن فيه انه اخطأ فيتهم غيره بالتقصير ، ولكن الكاتب كارون روس في كتابه ثورة بلا قيادات - ترجمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ، عالم المعرفة ، شهر مارس ، ٢٠١٧ - اوضح ماهية التأثيرات الناجمة عن الظن ان الفرد غير مسؤول عن الاخطاء الحاصلة ، في ذكره لقصة احداث شغب كوسوفو 2004، وبعيدا عن القصة قال الكاتب ، ان الناس اذا فقدت الاحساس بالمسؤولية تجاه ما يحدث وكلما ابتعدت اكثر عن الاهتمام بمستقبلها كانت اكثر نزوعا الى الشغب والتخريب ، وما ان يشعر المواطن بمسؤولية تجاه الوضع القائم والوطن حتى يكون اكثر هدوء والتزاما ، وربما اراد الكاتب ان يلقي باللوم على الامم المتحدة او غيرها ، ولكن الاصل في المسألة الشعور بالمسؤولية ، ومحاولة التغيير نحو الافضل .
الآية الكريمة " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " اتخذتها جمعية العلماء المسلمين في الجزائر شعارا لها ، وسعت بكل الطرق الي ثقيف الناس وابعادهم عن خرافات الصوفية ، وبالفعل هذا ما حدث حتى يقول مالك بن نبي عن هذا الموقف ان الشعب بات مسؤولا الى درجة انه ينظف منطقته ، ويعلم نفسه ، وهذا مناطه الشعور بالمسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه ، ولكن وان ابتعدت الافكار الصوفية عن مخيلة الجزائري في ذلك الوقت ، اتى شبح او صنم آخر يقوم الجزائريون بتحميله المسؤولية كاملة كما كانوا يفعلون مع الاقطاب الصوفية ، الا وهو الانتخابات ، فينتخبون نوابا ، ينوبون عنهم في المسؤولية ، ويتحررون هم منها ، ومع هذا الصنم الجديد عاد ذلك البرود الى الشعب وقتل بوادر النهضة فيه.الا ان الانتخابات ليست المسؤولة عن ذلك ولكنها كانت السبب الرئيسي في الشعور بانتفاء المسؤولية عن الشعب ، وبذلك غابت النهضة ، فالمسؤولية والنهضة شرطان يجب ان يجتمعا في مجتمع واحد حتى يكونا فاعلين ، وان ذهب احدهما لحقه الآخر .و ان كانت قضية الانتخابات في ذلك اوائل القرن العشرين بتلك الاهمية ، فإنها في وقتنا الحالي اقوى سطوة و اخمادا للحركة ، لشيوع التفكير السياسي بين الناس ، بل ان الخلق باتت تنظر الي الشأن العام على انه الشأن السياسي فقط ، وكأن هذا الركن اذا صلح صلحت الامة واذا فسد فسدت الامة ، وهذه الفكرة اشد بسبب انتشارها الفظيع بين اوساط الشباب ، حتى قال عنها الشيخ ابراهيم السكران - فرج الله عنه - موجة تسييس الشباب ، فلا يمكن ان تناقش قضية خارج هذا الاطار ، ولا يمكن تساهم في المجتمع الا من خلال هذا الاطار ، حتي باتت مجالات المساهمة في نهضة المجتمع مجالا واحدا لا ثاني له ، المجال السياسي ، فضيقوا المجالات حتى ازدحم عليها الناس ، ففسد المجال وفسدت الناس معه .لا يتصور ابدا شعبا كاملا مهتم في مجال واحد ويسعى الي اصلاحه ومن غير المعقول اصلا ان يحدث هذا ، وان حدث فهذا مدعاة الي تقويض البرنامج الاصلاحي نفسه ، والمساهمة في توسيع مدارك الشباب ، وتوجيه طاقاتهم الى مجالات اصلاحية اكثر واكبر ، مهم جدا ونفعه يعود على البلاد والعباد ، وان اردت اخي القارئ ان اورد لك بعض المجالات الاصلاحية التي من الممكن ان تساهم فيها ، فهذا صعب على مثلي ان يورده ، لانها كثيرة جدا حتى لا يستطاع معها احصاء ولا تحديد ، ولكن لا بأس من اثارة بعض المصابيح لعل النور يملؤ ارجاء المدينة .من افضل الجوانب التي من المهم ان يقوم الانسان بإصلاحه في المجتمع والامة هو : نفسه ، فلا تعرف اخي الكريم مدى مساهمتك في التخفيف على امتك ومقدار المنفعة التي ستجلبها لها من خلال هذا الجانب المهم ، فالامة ماهي الا افراد ، وان اصلحت فردا من افرادها ( وهو انت طبعا ) ، فأنت ساهمت في اصلاح الاساس التي تقوم عليه الامة .الجانب الآخر هو المساهمة في نشر ثقافة الاصلاح ، وشعارها (  إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ  ) ومحاولة تحميل الناس المسؤولية في هذا الجانب وانه يقع على عاتقهم معرفة معنى تلك الاية ومعنى مفهوم الاصلاح ، وما ان ينتشر هذا المفهوم وهذه الفكرة بين الناس ، حتى لا يكون للفاسد مكان يستطيع ان يعيش فيه بين الافاضل الكرام المصلحين ، بل وربما نسي ذاك المثل القائل : ( بأن الطماطم العفنة تعيث فسادا بصندوقها ) فينقلب حتى يرثوا ابناءنا مثلا جديدا من انتاج عصرنا ( ان القطعة الصحيحة تصلح عفن الصندوق ).وهناك جوانب عديدة اخرى ، كأن تسعى الى اصلاح البيت مثلا ، ومكان العمل ونشر ثقافة سليمة فيه ، تحمل في طياتها بذور محاسبة النفس والجد والاجتهاد والاخلاص والعمل .وختاما من اراد عليه بالسؤال كما يقول المثل ( من نشد ما ضاع ) ، والعازم سيعرف الطريق وكما قال المثل : ( اللي في قلبه الصلاة ما يخيلها ) . سلام

للكاتب :
عبدالرحمن السبيعي 

الاثنين، 13 فبراير 2017

ثلاثاً وعشرين فائدة للقراءة



نستطيع الآن أن نحصل على العديد من الكتب الإلكترونية، وهذا يتيح القراءة أكثر من أي وقت مضى، غير أن هناك فرقاً بين القراءة الإلكترونية وقراءة الكتب الورقية. بينما كمية القراءة في ارتفاع نوعية القراءة في انخفاض مستمر، القراءة من “فيسبوك” أو من مواقع التواصل الاجتماعي ليست مثل قراءة رواية لتولستوي مثلاً، وهذا مخجل؛ لأن قراءة الكتب ليست مسلية فحسب بل تغير الحياة. 

وإليكم ثلاثاً وعشرين فائدة للقراءة  

– قراءة رواية تحفز وظائف الدماغ لأيام: أكدت دراسة لجامعة ايموري أن قراءة كتاب يمكن أن تزيد من عمليات الربط في المخ ما يتسبب في حدوث تغيرات عصبية تعمل مثل عضلات للذاكرة، الكتب لا تجعلك تعيش مكان الشخصيات بالمعنى النفسي لكن أيضاً بالمعنى البيولوجي .

– القراءة ربما تساعد على منع مرض ألزهايمر أو الخرف: زيادة وظائف الدماغ بسبب القراءة مفيدة لأشياء أخرى، إذ أكدت دراسات سابقة أن البالغين الذين ينخرطون في نشاطات تحفز الدماغ مثل القراءة، لديهم نسبة أقل بالإصابة بألزهايمر، فالدماغ عضو كأي عضو آخر في أعضاء الجسم وكما تساعد التمارين الرياضية على تقوية القلب، فالقراءة تقوي الدماغ .

– القراءة تخفف التوتر: هل تمشي أو تفعل أي شيء عندما تتوتر؟ جامعة سوكسيس تعتقد أنك يجب أن تقرأ بدلاً من المشي أو غيره، فنتائج أبحاثهم أكدت أن القراءة هي الطريقة الأكثر فعالية، حيث استطاع المشاركون هزم التوتر بعد ست دقائق من القراءة .

– القراءة تساعدك على الحصول على نوم أفضل : قراءة كتاب هي أفضل طريقة لتهدئة العقل ومساعدتك على النوم، الضوء الأزرق للأجهزة الالكترونية يعمل منبهاً لعقلك كي تستيقظ، وقراءة كتاب ورقي له التأثير العكسي ويحفز دماغك على الراحة .

– القراءة تجعلك أكثر تعاطفاً : إذا كنت تقرأ فمن المرجح أنك تتعاطف أكثر مع صراعات الآخرين، حيث أكدت الدراسات أن القارئ يتماهى مع الشخصيات وتزداد عنده ترجمة الأقوال إلى الأفعال ومن ثمّ يزداد التعاطف، والذكاء العاطفي يحول تلك العلاقات فوراً إلى علاقات حقيقية .

– كتب المساعدة الذاتية ثبت أنها تخفف الاكتئاب : لمن يبحث عن جانب مضيء في هذا الوقت السيئ، كتب المساعدة الذاتية ليست كلها أعمالاً استغلالية إذا عرفت أن تنتقي تلك الكتب بوعي وانتباه، علمياً أثبت دراسة أن تلك الكتب تساعد على تخفيف الاكتئاب في كافة المراحل، فبعد عام من قراءة الكتب تبين أن المشاركين هم أقل كآبة من هؤلاء الذين تعرضوا للعلاجات الطبية التقليدية .

– القراءة تجعلك أكثر جاذبية: أكدت دراسة أن الذكاء يجعلك أكثر جاذبية من الآخرين، والقراءة تساعدك على زيادة معدل ذكائك، في الحقيقة أن الذكاء يعتبر من أكثر المواصفات جاذبية لدى النساء .

– القراء لديهم هدف واضح في الحياة: القراءة عن أشخاص تخطوا الصعوبات يشجعك على نفس الفعل، أبحاث جامعة اوهايو أكدت أنه كلما تماهى القارئ مع الشخصية شجعه ذلك على تخطي العقبات في حياته مثلما فعلت الشخصية .

– القراء مثقفون وأكثر تقبلاً: أكدت دراسة أجرتها المؤسسة الوطنية للفنون أن الذين يقرؤون عرضة للتعامل مع كافة أنواع الثقافات وهم متقبلون وعلى استعداد للمشاركة مع كل الثقافات .

– القراءة علاج مثلها مثل الموسيقى والأفلام : إذا كنت تمر في مرحلة سيئة، القراءة هي الطريقة المثالية لتخفيف أثر تجاربك السابقة، أكدت دراسات الجامعة الأمريكية أن الشخصيات التي لديها مشاكل مماثلة للقارئ يمكنها أن تقدم نظرة عميقة إلى حياة الناس، و يمكنك العمل مع شخصيتك المفضلة في الحياة العملية .

– القارئ العادي أذكى ولديه ذاكرة جيدة: عندما تقرأ كتاباً تخلق ذاكرة جديدة وتمرن دماغك، وعندما يتمرن دماغك تتشكل نقاط اشتباك عصبي جديدة، وتساعدك على الحفاظ على الذاكرة الخاصة بك في حالة جيدة، وتسمح بالاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، وهذا في الغالب يعني بعد قراءاتك لعشرات الكتب سوف تمتلك ذاكرة سبعة فِيَلة .

– القراءة توسع المصطلحات التي تعرفها : عندما قام موظفو مستشفى رود ايلاند بمقارنة “تقبل المفردات”( عدد المفردات التي يفهمها الشخص) على مجموعة من الأطفال أعمارهم ثمانية أشهر، وجدوا تقبل المفردات بنسبة 40% للأطفال الذين قرأ لهم أهلهم وهم رضع، والأطفال الذين لم يقرأ لهم كانت الزيادة لديهم 16%، ونفس الزيادة يمكن أن تلاحظ على البالغين الذين يقرؤون .

– القراءة تجعل منك كاتباً أفضل : القراءة تجعلك لصاً عن غير قصد ولكن هذا ليس خطأك، لقد اكتشفت أبحاث جامعة كاليفورنيا أنه عندما تقرأ كتاباً مدهشاً تنتقل بعض تقنيات الكتابة إليك من دون قصد، كما سماع الموسيقى يمكن أن يؤثر على العازف، قراءة كتاب يمكن أن تؤثر على أسلوبك في الكتابة .

– القراءة تجعلك رياضياً جيداً: القراء هم أكثر عرضة لممارسة الرياضة بطريقة منتظمة، ويقضون وقتاً أكبر في صالة الألعاب الرياضية وعندما يمارسون الرياضة يمارسونها لمدة أطول .

– القراء أكثر عرضة لتحسين العالم ليعيشوا فيه: القراءة تحسن حياتك وتحسن حياة الناس من حولك، القراء لديهم قدرة أكثر بثلاث مرات على القيام بالأعمال الخيرية والتطوع على أساس منتظم، القراءة تتيح لك التعرف على أوضاع ناس أسوأ منك، وبذلك تحفزك على مد يد المساعدة لهم .

– القراء منفتحون: في دراسة لمجلة أبحاث الإبداع أكدت أن المشاركين الذين قرأوا قصصاً قصيرة لديهم “إغلاق معرفي” أقل و كانوا أكثر راحة مع الغموض والتفسيرات البديلة، باختصار القارئ يرى أنه لا بأس أن تكون غير قادر على معرفة كيف يعمل هذا العالم .

– القراءة تساعد على تعلم اللغات بشكل أفضل: أكدت الدراسات أن القراء المنتظمين ينتج دماغهم كمية أكبر من المادة البيضاء المسؤولة عن سرعة كافة الإشارات العصبية في المخ، و زيادة الأنسجة الحيوية التي تساعد على التعلم وخاصة اللغات . 

– القراء مستمعون جيدون: مهارات الاستماع حيوية في كثير من جوانب الحياة سواء العلاقات الإنسانية أو الأكاديمية، ووجدت القراءة أنها تقوي مهارات الاستماع؛ لأنها تسهل عملية فهم المفردات و القواعد، في حالة تمت قراءة المفردات بصوتٍ عالٍ وليس بصمت، فقط تجنب أن تفعل هذا التمرين في المكتبة العامة .

– القراء هم أكثر قدرة على الإبداع: عندما قام المعلمون في جامعة اوبافيمي اوولوو بإدراج الكتب المصورة للتعليم في المدارس الابتدائية، لاحظوا أن مزج الكلمات بالصور أدى إلى شعور صحي بالإبداع، وهذا الإبداع أثبت حيويته في مهارات حل المشاكل عند الأطفال وتلك المهارة سوف تؤثر إيجاباً على مستقبلهم.

– الآباء والأبناء الذين يقرؤون معاً لديهم علاقة أفضل: قراءة القصص بالنسبة للطرفين هي تجربة حميمية، ويؤكد علماء النفس أن هذه القراءة تشكل روابط خاصة على مدى طويل، وتهزم مشاهدة التلفاز وأي نشاط آخر يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الأهل وأبنائهم .

– لدى القراء فرص أفضل بأن يكونوا مستقرين مادياً : أثبتت الدراسات أن القراء لديهم استقرار مادي أفضل من أولئك الذين لا يقرؤون والسبب في ذلك يعود إلى الأفكار والأساليب وتحقيق الأهداف التي تعلمهم القراءة إياها، وهناك فرصة أفضل للقراء بأن يكونوا رواد مشاريع خاصة بهم .

– القراء الشباب الذين يقرؤون للمتعة أداؤهم الدراسي أفضل: أكدت الدراسات أن الأطفال الذين يقرؤون للمتعة تكون علاماتهم وأداؤهم المدرسي أفضل، وذلك لا يشمل المصطلحات والقواعد فقط بل أيضاً في الرياضيات .

– القراءة تساعد على إعادة تأهيل المجرمين: أكدت الدراسات أن السجناء الذين أنهوا مرحلة محو الأمية وراء القضبان لديهم فرصة أقل بـ 30% لارتكاب الجرائم عندما يخرجون، في البرازيل مثلاً تخفض عقوبة السجناء إذا ما قاموا بقراءة الكتب وبكتابة التقارير .
وهذا يعني مهما كانت انشغالاتك لا تتوقف عن القراءة وادعوا الناس إليها.


*مارك بيجاس / ترجمة : آماليا داود
___________
* المصدر : distractify.com

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

الأ تريد الالتزام !!



 عزيزي .. ألا تريد الالتزام !! 

أيها الأخ الحبيب :
أليس الله - جل جلاله وتقدست أسماؤه - يحسن إليك على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءتك ..
أليس الله الذي خلقك ورزقك وستر عليك حتى وأنت تعصيه ، بل وتستعين على المعصية بنعمه سبحانه .. يغيث لهفتك ، ويفرج كربتك من غير حاجة منه إليك ، هو القابض والباسط المحيي المميت .. ألا يستحق منك المحبة كلها ؟! ألا تستحي أن تنشغل عن ربك بعد ذلك !!


عزيزي .. ألا تريد الالتزام !!
قلت له : أسألك بالله .. هل طريق الالتزام والتدين خاطئ ، والطريق الذي أنت فيه صحيح .. أجب علي من قلبك ؟
قال : من قلبي !!
قلت : نعم .
قال : والله إني أعلم في قرارة نفسي أن طريق الالتزام هو الصحيح .. والطريق الذي أنا فيه خاطئ .
قلت : هل هناك عاقل في الدنيا يترك الطريق الصحيح ، ويسلك الطريق الخاطئ .. وهو عاقل !!
قال : لا .
قلت : أجل .. أنت غير عاقل .
قال : لا ، أنا عاقل .. ولكن سأخبرك لماذا لم أسلك طريق الالتزام ؟!
قلت : لماذا ؟
قال : هذا الطريق صحيح ولكنه صعب ، والطريق الذي سلكته خاطئ ولكنه سهل .
قلت : أنا معك .. ولكن أنت تركت الطريق الصعب إلى الأسهل أم إلى الأصعب ؟!
قال : إلى الأسهل .
قلت : لا .. بل تركت الصعب إلى الكارثة .. إلى المصيبة .. إلى الدمار .. إلى الهلاك في الدنيا والآخرة .
قال : كيف ؟!
قلت : أليس غض البصر عما حرم الله ( من أفلام وصور خليعة ) صعب !!
قال : نعم .
قلت : لما تركت غض البصر .. وأطلقت لبصرك العنان للنظر إلى ما يغضب الله .. وقعت في الأصعب .
قال : وما الأصعب ؟
قلت : أن يملأ الله عينيك من جمر جهنم .. فانتبه .
قلت : أيهما الأسهل .. أن تصبر قليلاً وتغض بصرك .. أو أن يملأها الله من جمر جهنم .. فسكت .
قلت : الأغنية التي تسمعها .. صون سمعك عنها صعب .. أليس كذلك ؟
قال : نعم .
قلت : وإذا سمعت الأغاني وقعت في الأصعب .. ومن استمع إلى مغن أو مغنية صب الله في أذنيه يوم القيامة الرصاص المذاب .. فأيهما الأصعب ؟!
قال : لا والله هذه الأخيرة هي الأصعب .
قلت : قيامك لصلاة الفجر صعب .
قال : نعم .
قلت : هذه الأصعب أو أن يرضخ رأسك بالصخرة في النار .
قال : بل الأصعب أن يرضخ رأسي بالصخرة في النار .
قلت : إذن لقد تركت الطريق الصعب إلى ما هو أصعب ... طريق الالتزام صعب ، ولكنه يوصل إلى الجنة .. فأنت عندما تذهب إلى المدرسة .. ثنتا عشرة سنة .. ثم تمر بالمرحلة الجامعية .. فيبدأ العام الدراسي وما فيه .. استيقاظ مبكر .. واجبات .. امتحانات .. هموم .. قلق .. مشاكل .. أليس فيها صعوبة ؟!
قال : نعم .
قلت : لماذا يصبر الناس على صعوبة الدراسة ؟
قال : من أجل تأمين المستقبل .
قلت : إذًا لماذا نصبر على صعوبة الالتزام .. هل من أجل تأمين مستقبل ستين سنة .. وظيفة .. بيت .. وبعدها قبر ؟!
لا .. لا .. بل تأمين مستقبل أبدي .. سرمدي .. في جنة عرضها السموات والأرض .. نحن نؤمن مستقبلنا في الدنيا والآخرة بهذا الالتزام ..
قلت له : أخي الحبيب .. هل علمت أن المصيبة أن تترك طريق الالتزام وتسلك الطريق الآخر .. وتسير معجبًا .. مخدوعًا بما فيه من اللــذات والمتـع البسيطــة .. ثم تقف في النهاية عند جدار الموت .. وتسمع ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحًا فيما تركت ) لكن هي فرصة واحدة .
تذكر ذلك .. تذكر فإني سأحاجك بها يوم القيامة .. قال تعالى : ( كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) .
قلت : إن الالتزام صعـب .. ولكنه هو الحياة .. هو السعادة .. هو هدوء النفس وجنة الصدر 00 قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) .

أيها العاقل الرشيد .. حتى متى الانغماس في الملذات والغفلة عن النهاية ؟! أما ترجع إلى ربك .. أمعك منه ميثاق ألا يتوفاك حتى تتوب .. أسألك بالذي خلقك .. هل وجد أهل المعاصي راحتهم في معاصيهم ؟!
لا .. والذي خلق النوى وبنى السماء من غير عمد تُرى .. إنما في غم وهم ..
يقول أحدهم :
أظهــر الانشراح للنــاس ****** حتى يتمنوا أنهـــــم في ثيابي
لـــو دروا أني شقي حزين ***** ضاق فـــي عيني فسيح الرحاب
وحتى تبدأ في طريــق الالتزام اصدق مع الله ..
وحتى تستمر في هذا الطريق اصدق مع الله ..
وحتى تصل إلـى طريق الجنة اصدق مع الله ..
يا متطلعًا لمحبة الله عز وجل .. إنها موجودة في محبة الصالحين .. في الحديث القدسي : ( حقت محبتي للمتحابين في ( فإنها زينة لك في السراء .. وعدة لك في الضراء .. يوم يتفرق الأهل والأصدقاء إلا أهل الصلاح والتقوى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) .
وإلى اللقاء في موعد صدق .. في جنات ونهر .. عند مليك مقتدر ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأحد، 23 أكتوبر 2016

بين سبات الرابعة وهدير السابعة


 انها حقيقه تأملوها

بين سبات الرابعة  وهدير السابعة​​​​​​
الساعة 4:00 صباحاً 
والساعة 7:00 صباحاً 

بقلم : إبراهيم السكران
 
 " تستحق القراءة "

وإعادة القراءة مرات ومرات

-في الساعة الرابعه صباحاً ، 
وهي وقت  صلاة الفجر   تجد طائفة من الناس وفقها الله
توضأت واستقبلت بيوت الله تتهادى بسكينة لأداء صلاة الفجر، إما تسبح وإما تستاك في طريقها ريثما تكبر (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه)..  
-بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء لايزالون في فرشهم، بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويدعون فتيان المنزل وفتياته في سباتهم..  
-حسناً .. انتهينا الآن من مشهد الساعة الرابعة.. 
ضعها في ذهنك ولننتقل لمشهد الساعة السابعة ..

- ما إن تأتي الساعة السابعة - والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج - وبدأ وقت الدراسة والدوام .. إلا وتتحول عواصم البلاد وكأنما أطلقت في البيوت صافرات الإنذار .. حركة موارة .. وطرقات تتدافع .. ومتاجر يرتطم الناس فيها داخلين خارجين يستدركون حاجيات فاتتهم من البارحة ..  ومقاهي تغص بطابور المنتظرين يريدون قهوة الصباح قبل العمل ..

  المقارنة بين مشهدي الساعة الرابعه والسابعة صباحاً هي  أهم مفتاح لمن يريد أن يعرف منزلة الدنيا في قلوبنا مقارنة بحبنا لله ..  لا أتحدث عن إسبال ولا لحية ولاغناء أتحدث الآن عن رأس شعائر الإسلام .. إنها " الصلاة " ..  التي قبضت روح رسول الله وهو يوصي بها أمته ويكرر " الصلاة ..الصلاة .. " وكان ذلك آخر كلام رسول الله..  الصلاة التي عظمها الله في كتابه ............. تصبح شيئاً هامشياً في حياتنا !

تأمل في قوله تعالى :  سورة مريم, الآية 59: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)...

السبت، 10 سبتمبر 2016

كيف تطور ثقافتك؟



كيف تطور ثقافتك؟

سؤال يشغلني كما يشغل الكثير منكم ، في كل لقاء مع أخوة يدور نقاش حول هذا الموضوع، تطوير الثقافة جزء أصيل من تطوير أنفسنا، 
لعل الجواب الأول في تطوير الثقافة والمكرر والمعاد هو هو اعرف ماذا تريد؟ لماذا اقرأ؟ وبعدها ستعرف  فيما ولمن ستقرأ؟
الثقافة ليست حشد معلومات لملتقى من أجل التباهي والتفاخر، نعم لها لذة لكنها لذة عابرة، اللذة الباقية والمستمرة هي عندما تتحول هذه الثقافة لوقود لروحك وعقلك وقلبك وللياقتك النفسية،

القراءة تجعلك ترتبط بنهر الحياة الجاري منذ الأزل ، ومعرفة ما ترد تربطك بالجدول الذي يسقيك ويرويك فلا تغرق من حيث أردت الري.

بعدما تعرف ما تريد؟ إسأل المخاصين في الفن ولا تغرك كثرة المتابعين عن المتخصصين. لكل فن أساسياته ، اتقنها جيدا قبل الانتقال لمستويات متقدمة. قيل لأحدهم كيف تأكل الفيل فقال: قطعة قطعة، وهكذا كل فن وكل خبرة وتجربة.

وبقي أمر لا يقل أهمية عما ذكر، اصحب المثقفين ، اذهب للبيئات المثقفة وستدخل عوالمهم وستجد بيئات مشجعة ولعل أيسرها هو الالتحاق بمجموعات القراءة ، ستعينك على المواصلة وستحبب إليك هذا العالم وتثري ثقافتك بالحوارات والنقاشات. بقدر ارتباطك ستجد الثمرة، جرب عدة مجموعات إلى أن تجد أنسبها إليك.

إن كنت بعيدا عنها بسبب موقع سكنك أو ظروفك فهناك مجموعات على النت ستساعدك ابحث عنها في تويتر.

ابدأ والقراءة كفيلة بوضعك على الطريق.
الثقافة لا تتشكل في يوم ولا يومين، فاستمر وستجد الفرق وسيلمسه منهم حولك قبلك.

وبالتوفيق.


للأستاذ عبدالله عيد العتيبي
https://telegram.me/forAbdullah